متى يبدأ الطفل استخدام المشاية؟

متى يركب الطفل المشاية؟

تعتبر المشاية من الأدوات الشائعة التي يستخدمها العديد من الآباء والأمهات لمساعدة أطفالهم في تعلم المشي، وهي عبارة عن جهاز مصمم خصيصًا لتدريب الطفل على الوقوف والمشي قبل أن يتمكن من فعل ذلك بشكل مستقل. ومع ذلك، لا يخلو استخدام المشاية من الجدل حول مدى فائدتها وأمانها للطفل، وقد أثار هذا الموضوع العديد من الدراسات والتقارير العلمية التي تتناول إيجابيات وسلبيات استخدامها. في هذا المقال، سوف نتناول متى يكون من المناسب للطفل أن يبدأ باستخدام المشاية، بالإضافة إلى التأثيرات التي قد تترتب على استخدامها من الناحيتين البدنية والنفسية.

التطور الطبيعي للطفل قبل المشاية

قبل الحديث عن توقيت استخدام المشاية، من المهم أولاً أن نفهم كيفية تطور حركة الطفل بشكل طبيعي. في السنة الأولى من حياة الطفل، يتطور جسمه تدريجيًا ليتمكن من تحقيق المهارات الحركية الأساسية مثل التمدد، ثم التدحرج، والجلوس، والزحف، وفي مرحلة لاحقة، الوقوف والمشي. يُعد المشي واحدًا من أهم المعالم التي تحققها الأطفال في مراحلهم الأولى، ويختلف توقيته من طفل لآخر بناءً على عوامل عدة مثل الوراثة، والنشاط البدني، والبيئة المحيطة.

• المرحلة الأولى (من 0 إلى 6 أشهر): في الأشهر الأولى، يظل الطفل في وضعية الاستلقاء بشكل شبه كامل. خلال هذه المرحلة، يبدأ الطفل في تحريك أطرافه، وقد يلاحظ الأهل تحركاته الأولى مثل تحريك يديه أو قدميه بشكل غير منسق.

• المرحلة الثانية (من 6 إلى 9 أشهر): يبدأ الطفل في التدحرج على بطنه أو ظهره، وقد يبدأ في محاولة الجلوس بمساعدة الأهل أو البيئة المحيطة. قد يظهر الزحف هنا أيضًا حيث يبدأ الطفل في تحريك نفسه على بطنه للوصول إلى الأشياء.

• المرحلة الثالثة (من 9 إلى 12 شهرًا): في هذه الفترة، يصبح الطفل قادرًا على الجلوس بمفرده دون الحاجة إلى دعم. كما يظهر بعض الأطفال القدرة على الوقوف باستخدام الدعم الخارجي مثل الأثاث أو الشخص البالغ. قد يبدأ بعض الأطفال في اتخاذ خطوات قليلة قبل أن يحققوا المشي المستقل.

• المرحلة الرابعة (من 12 إلى 18 شهرًا): في هذه الفترة، غالبًا ما يبدأ الطفل في المشي بشكل مستقل. يمكن أن يحدث ذلك بين 12 و18 شهرًا، ويعتمد ذلك على استعداد الطفل الجسدي والنفسي.

المشاية ودورها في تطور الطفل الحركي

تعمل المشاية على توفير دعم للطفل في مرحلة تعلم المشي. وهي تتكون عادة من مقعد مركب على عجلات، مما يسمح للطفل بالحركة بسهولة على الأسطح المختلفة. قد يعتقد العديد من الآباء أن المشاية يمكن أن تساعد في تسريع عملية تعلم الطفل للمشي، لكن الأبحاث العلمية الحديثة تشير إلى أن استخدام المشاية قد لا يكون دائمًا الخيار الأفضل.

متى يبدأ الطفل باستخدام المشاية؟

من الأفضل أن يتم استخدام المشاية فقط بعد أن يكون الطفل قد بدأ في تطوير بعض المهارات الحركية الأساسية التي تسبق المشي، مثل الجلوس المستقل، والقدرة على الوقوف بمساعدة، وتقوية العضلات التي ستساعده في دعم وزنه عندما يبدأ المشي. يوصي الأطباء بعدم استخدام المشاية للأطفال الذين لم يصلوا بعد إلى هذه المرحلة الحركية المهمة، لأن المشاية قد تؤثر سلبًا على نمو العضلات الحركية.

تشير معظم الإرشادات الطبية إلى أنه يمكن أن يبدأ الطفل باستخدام المشاية عندما يكون قادرًا على الجلوس بمفرده (عند حوالي 6 إلى 8 أشهر) وأن يكون قد بدأ في الزحف أو الوقوف باستخدام الدعم. ومع ذلك، لا يُفضل استخدام المشاية في مرحلة مبكرة جدًا، حيث إن بعض الأطفال قد يكونون غير مستعدين لذلك، مما يزيد من خطر تعرضهم للإصابات.

أضرار المشاية على التطور الحركي

على الرغم من الفوائد الظاهرة التي تقدمها المشاية، إلا أن هناك العديد من الدراسات التي أظهرت أن استخدامها قد يؤثر سلبًا على تطور الطفل الحركي. بعض الآثار السلبية التي قد تنتج عن استخدام المشاية تشمل:

1. تأخير في المشي المستقل: تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يستخدمون المشاية قد يتأخرون في بدء المشي مقارنة بالأطفال الذين لا يستخدمونها. وذلك بسبب أن المشاية لا تعطي الطفل الفرصة لتطوير التوازن العضلي اللازم للمشي بشكل طبيعي.

2. تأثير على العضلات والمفاصل: عند استخدام المشاية بشكل مبكر أو لفترات طويلة، قد يؤثر ذلك سلبًا على تطور العضلات والمفاصل في الأطراف السفلى. قد يؤدي ذلك إلى إضعاف العضلات التي تكون ضرورية للطفل لتطوير مهارات المشي والموازنة.

3. مشاكل في التنسيق الحركي: تعتمد المشاية على العجلات، مما يسمح للطفل بالتنقل بسرعة دون الحاجة إلى تنسيق حركي دقيق بين القدمين. هذا قد يؤدي إلى نقص في قدرة الطفل على تحسين التنسيق بين الحركة والتوازن، وهو أمر مهم للقدرة على المشي بشكل طبيعي.

4. مخاطر الإصابة: من أبرز المخاطر التي قد يتعرض لها الطفل عند استخدام المشاية هي الوقوع أو التعرض للإصابات. بما أن المشاية تمنح الطفل حركة سريعة وسهلة على الأسطح، فقد يسقط الطفل فجأة من أماكن عالية مثل السلالم أو يرتطم بأثاث المنزل الحاد.

5. التأثير على النمو العقلي والاجتماعي: في بعض الحالات، يمكن أن تؤثر المشاية على النمو الاجتماعي والعقلي للطفل. حيث يُعتقد أن المشاية قد تقيد قدرة الطفل على استكشاف بيئته بشكل طبيعي، مما قد يؤدي إلى تأخر في تطور مهاراته الإدراكية.

متى يُفضل التوقف عن استخدام المشاية؟

من الضروري أن يتوقف الأهل عن استخدام المشاية عندما يبدأ الطفل في تحسين قدراته الحركية بشكل جيد، مثل المشي المستقل. وفي هذه المرحلة، يصبح الطفل قادرًا على تحريك جسمه والتوازن بشكل أكثر فاعلية دون الحاجة إلى الدعم الذي تقدمه المشاية. كما يُنصح بتجنب استخدامها بعد أن يصل الطفل إلى سن 18 شهراً.

بدائل المشاية

من المهم أن يكون لدى الطفل وقت كافٍ لاستكشاف بيئته والتفاعل مع الأشياء التي تحيط به بشكل طبيعي. هناك العديد من البدائل التي يمكن أن تساعد في تطوير مهارات الطفل الحركية بشكل أفضل وأكثر أمانًا:

• اللعب على الأرض: يمكن للطفل أن يبدأ اللعب على الأرض أو الزحف للحصول على القوة اللازمة في عضلاته، مما يعزز تطور حركة الأطراف السفلى بشكل طبيعي.

• الألعاب التي تشجع على الوقوف: هناك العديد من الألعاب التي تشجع الطفل على الوقوف وممارسة التوازن، مثل الأراجيح أو الألعاب التي يمكن دفعها للأمام.

• دعم التوازن الطبيعي: من الأفضل دعم الطفل باستخدام أثاث مخصص للأطفال أو الوقوف بجانبه في بداية محاولاته للمشي.

الخلاصة

تعد المشاية أداة مفيدة في بعض الحالات لتسهيل حركة الطفل ودعمه في رحلة تعلم المشي. لكن من المهم استخدام المشاية في الوقت المناسب وبحذر شديد، مع مراعاة تطور الطفل البدني والعضلي. في معظم الحالات، يفضل السماح للطفل بتطوير مهاراته الحركية بشكل طبيعي من خلال اللعب والأنشطة التي تشجع على التحرك بشكل مستقل.